آخر شهر

{"widgetType": "random posts","widgetCount": 8}

الاثنين، 9 فبراير 2015

( قوم تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم )

 اعظم الأعمال التي توجد ثمرتها عاجلاً وآجلاً هو ذكر الله وثمرته هو النور الذي يشرق في القلب فيضمحل به كل باطل، والناس في هذا النور على قسمين: قسم سكن النور قلوبهم فهم ذاكرون على الدوام وقسم يطلبون وجوده بأذكارهم، وإلى هذا أشار بقوله قوم تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم فهمن الواصلون، وأما الذين تسبق أذكارهم أنوارهم فهم السائرون الأولون لهم أنوار المواجهة لا تفارقهم فهم ذاكرون على الدوام فإذا أرادوا أن يذكورا باللسان سبقت إلى قلوبهم الأنوار فكانت هي الحاملة لهم على وجود الأذكار، وأما الآخرون فلهم أنوار التوجه وهم طالبون لها محتاجون إليها فهم يجاهدون أنفسهم في طلب تلك الأنوار. و حال الفريقين  ذاكر ذكر ليستنير قلبه وذاكر استنار قلبه فكان ذاكراً قلت فالذي ذكر ليستنير قلبه هو الذي يسبق ذكره نوره فهو من القوم الذين تسبق أذكارهم أنوارهم والذي استنار قلبه فكان ذاكراً هو الذي يسبق نوره ذكره هو من القوم الذين تسبق أنوارهم أذكارهم وهم العارفون بالله لا تجدهم إلا في حضرة الأسرار ثم أن وجود الذكر في الظاهر عنوان وجود الشهود في الباطن إذ لولا وارد ما كان ورد وهو الذي أبانه بقوله ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهوداً أو فكر قلت إذا كان الظاهر مشتغلاً بذكر الله فهو علامة وجود محبة الله في الباطن إذ من أحب شيئاً أكثر من ذكره ولا تكون المحبة إلا عن ذوق ومعرفة فلا يكون ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود أي شهود كان وأن كان لا يشعر بشهوده فما ذكرت الروح حتى فنيت ولا فنيت حتى شهدت فكل من فنى في ذكر الله فإن روحه شهدت جمال الحضرة أو تفكرت في جمال المذكور وبهائه أو في حسن ثوابه فتحصل أن وجود الذكر في الظاهر ناشيء إما عن شهود في الباطن وهو حال المريدين أو العارفين أو ناشيء عن فكرة وهو حال الطالبين للجزاء فإن الناس في الذكر على ثلاثة أقسام قسم يطلبون الأجور وقسم يطلبون الحضور وقسم وصلوا ورفعوا الستور.

0 التعليقات:

إرسال تعليق