آخر شهر

{"widgetType": "random posts","widgetCount": 8}

الخميس، 12 فبراير 2015

الحكم العطائية

( أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله و هو لم يتطهر من جنابة غفلاته )
الحضرة : هى حضور القلب مع الرب و هى على ثلاثة أقسام :حضرة القلوب , و حضرة الأرواح , و حضرة الأسرار فحضرة القلوب للسائرين و حضرة الأرواح للمستشرفين و حضرة الأسرار للمتمكنينأو تقول حضرة القلوب لأهل المراقبة و حضرة الأرواح لأهل المشاهدة و حضرة الأسرار لأهل المكالمة 
و سر ذلك ان الروح مادامت تتقلب بين الغفلة و الحضرة كانت فى حضرة القلوب فإذا استراحت بالوصال سميت روحا و كانت فى حضرة الأرواح , و إذا تمكنت و تصفت و صارت سرا من أسرار الله سميت سرا و كانت فى حضرة الأسرار 
فالحضرة مقدسة منزهة مرفعة لا يدخلها إلا المطهرون , فحرام على القلب الجنب أن يدخل مسجد الحضرة و جنابة القلب غفلته عن ربه قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون و لا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا "اى لا تقربوا صلاة الحضرة و أنتم سكارى بحب الدنيا و شهود السوى و حتى تتيقظوا و تتدبروا ما تقولون فى حضرة الملك , و لا جنبا من جماع الغفلة و شهود السوى حتى تتطهروا بماء الغيب الذى أشار إليه الحاتمى رضى الله عنه كما فى الطبقات الشعرانية فى ترجمة المواهب بقوله :
توضأ بماء الغيب إن كنت ذا سر***** و إلا تيمم بالصعيد أو الصخر يعنى تطهر من شهود نفسك بماء الغيبة عنها بشهود ربك أو تطهر من شهود الحس بشهود المعنى , أو تطهر من شهود عالم الشهادة بماء شهود عالم الغيب , او تطهر من شهود السوى بماء العلم بالله فإنه يغيب عنك كل ما سواه , و إذا تطهرت من شهود السوى تطهرت من العيوب كلها 
و إن لم تقدر على الطهارة الحقيقية التي هي الطهارة الباطنية فانتقل للطهارة المجازية التي هي الطهارة الظاهرية و إن لم تقدر على طهارة المقربين فانتقل لطهارة أهل اليمين و إن لم تقدر على طهارة أهل المحبة فانتقل لطهارة أهل الخدمة قوما أقامهم الله لخدمته, و قوم اختصهم لمحبته:( كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا )
فطهارة أهل المحبة الفكرة والنظرة و طهارة أهل الخدمة بالمجاهدة و المكابدةبين عبادة ظاهرة كصلاة وصيام و ذكر و تلاوة و تعليم و غير ذلكو بين عبادة خفية كخوف ورجاء و زهد و صبر وورع و رضي و تسليم و رحمة و شفقة و غير ذلك مما لا يظهر للعيان, و هذا هو تصوف أهل الظاهر, و أما تصوف أهل الباطن: فهو الغيب عن الأكوان بشهود المكون أو الغيبة عن الخلق بشهود الملك الحق 
وإذا رحل القلب من وطن شهوته و تطهر من لوث غفلاته وصل إلى حضرة ربه و تنعم بشهود قربه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق