آخر شهر

{"widgetType": "random posts","widgetCount": 8}

السبت، 7 فبراير 2015

المعرفة



معرفة علم ، وكل عالم بالله عارف ، وكل عارف عالم وعند  هَؤُلاءِ الْقَوْم المعرفة صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه 
وصفاته ثُمَّ صدق اللَّه تَعَالَى فِي معاملاته ثُمَّ تنقى عَن أخلاقه الرديئة وآفاته ثُمَّ طال بالباب وقوفه ودام بالقلب اعتكافه فحظي 
من اللَّه تَعَالَى بجميل إقباله وصدق اللَّه تَعَالَى فِي جَمِيع أحواله وانقطع عَنْهُ هواجس نَفْسه وَلَمْ يصغ بقلبه إِلَى خاطر يدعوه 
إِلَى غيره فَإِذَا صار من الخلق أجنبيا ومن آفات نَفْسه بريا ومن المساكنات والملاحظات نقيا ودام فِي السر مَعَ اللَّه تَعَالَى مناجاته
 وحق فِي كُل لحظة إِلَيْهِ رجوعه وصار محدثا من قبل الحق سبحانه بتعريف أسراره فيما يجريه من تصاريف أقداره 
يسمى عِنْدَ ذَلِكَ عارفا وتسمى حالته معرفة بالجملة فبمقدار أجنبيته عَن نَفْسه تحصل معرفته بربه عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ الواسطي : لا تصح المعرفة وَفِي العبد استغناء بالله وافتقار إِلَيْهِ قَالَ الأستاذ : أراد الواسطي بِهَذَا أَن الافتقار والاستغناء من
 أمارات صحو العبد وبقاء رسومه لأنهما من صفاته ، والعارف محو فِي معروفه فكيف يصح لَهُ ذَلِكَ وَهُوَ لاستهلاكه فِي وجوده
 أَوْ لاستغراقه فِي شهوده إِن لَمْ يبلغ الوجود مختطف عَنإحساسه بكل وصف هُوَ لَهُ ، ولهذا قَالَ الواسطي أَيْضًا : من عرف اللَّه 
تَعَالَى انقطع بَل خرس وانقمع.قال بعضهم: "لا يكون العارف عارفًا حتى لو أعطي ملك سليمان لم يشغله عن الله طرفة عين".


0 التعليقات:

إرسال تعليق