آخر شهر

{"widgetType": "random posts","widgetCount": 8}

السبت، 7 فبراير 2015

البصيرة

 البصيرة حارسة للقلب ، الذي هو بيت الرب ، فإذا نامت طرقها الشيطان ، فإن كان نومها خفيفًا أحست به وطردته ، وهذه بصيرة المتقين ، الذين ذكرهم الله تعالى بقوله : { إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا } ، وإذا كان نومها ثقيلاً سرق الشيطان ما فيها ، ولم تفطن به ، وهذه بصيرة الغافلين ، الذين هم أخوان الشياطين .
قال القشيري : إنما يمس المتقين طيفُ الشيطان في ساعات غفلتهم عن ذكر الله ، ولو أنهم استداموا ذكر الله بقلوبهم لما مسَّهم طائف الشيطان ، فإن الشيطانَ لا يَقَربُ قلبًا في حال شهوده الله؛ لأنه يخنس عند ذلك ، ولكل عازمٍ فترة ، ولكلِّ عالم هفوة ، ولكل عابد شدة ، ولكل قاصد فترة ، ولكل سائر وقفة ، ولكل عارفٍ جحبة . قال عليه الصلاة والسلام : « الحِدَّةُ تعتري خيار أمتي » فأخبر بأن خيار الأمة ، وإن جلت رتبتهم ، لا يتخلصون عن حدة تعتريهم في بعض أحوالهم ، فتخرجهم عن دوام الحلم . ه . وكأنه يشير إلى أن طائف الشيطان يمس الواصلين والسائرين ، وهو كذلك بدليل أول الآية في قوله : { وإما ينزغنك . . . } الآية ، ومسه للسائر أو الواصل زيادة به ، وترقية له ، وتحويش له إلى ربه ، والله تعالى أعلم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق