آخر شهر

{"widgetType": "random posts","widgetCount": 8}

الأربعاء، 25 فبراير 2015

طبقات الأولياء

قال أبو تراب: سالت ابو يزيد البسطامي عن الفقير، هل له وصف؟ " فقال: " نعم!، لا يملك شيئاً، ولا يملكه شيء " .
" كل ما شغلك عن الله - من اهل أو مال أو ولد - فهو عليك مشؤم " .
" لان ألقى الله بجميع المعاصي احب ألي من أن ألقاه بذرة من التصنع " .

الأنوار القدسية

• اعلم أنه ربما يصعق المريد من تجلى شيخه له بما ينطوى عليه باطن الشيخ من عظمة الله عز وجل .
• اعلم أنه ما أعز طريق القوم ، وما أعز من يطلبها ، وما أعز من يجد من يدله عليها ، وما أعز من يثبت عليها حتى يبلغ مبلغ الرجال .

لا تشتغل قط بمن يؤذيك

قال الولي الصالح سيدي أبو القاسم الخصاصي رضي الله عنه لبعض تلامذته: لا تشتغل قط بمن يؤذيك، واشتغل بالله يرده عنك، فإنه هو الذي حركه عليك، ليختبر دعواك في الصدق. وقد غلط في هذا الأمر خلق كثير اشتغلوا بإيذاء من آذاهم، فدام الأذى مع الإثم، ولو أنهم رجعوا إلى الله لردهم عنهم، وكفاهم أمرهم.

الإشارة :

 العلماء بالله ، الداعون إلى الله ، هم ورثة الأنبياء والرسل ، فما قيل في الأصل قد قيل في الفرع ، فكل عصر يوجد من ينكر على خواص ذلك العصر ، ويرميهم بالسحر والجنون . والافتراء على الله سنة ماضية . غير أن أولياء هذه الأمة على قدم نبيهم ، رحمة للعالمين ، فمن آذاهم لا يعاجل بالعقوبة في الغالب ، وقد تكون باطنية ، كقسوة القلوب ، والخذلان ، والشكوك ، والأوهام . وهذا الوصف في العارفين الكملة ، وأما الزهاد والعباد والصالحون : فمن آذاهم عوجل بالعقوبة في الغالب؛ لنقص كمالهم ، وعدم اتساع دائرة معرفتهم .

الخصوصية

من تربى في الرئاسة والجاه فلا مطمع له في الخصوصية حتى يبدلهما بالخمول والذل ، وكذلك من تعود جمع الدنيا واحتكارها ، فلا بد من الزهد فيها والخروج عنها .

ابن عجيبة

أن صحبة الخصوص لا تنفع إلا مع الاعتقاد والتعظيم ، فإنَّ امرأة نبي الله لوط كانت متصلة به حساً ، ومصاحبة له ، ولم ينفعها ذلك ، حيث لم يكن لها فيه اعتقاد ولا تعظيم . وكذلك صحبة الأولياء : لا تنفع إلا مع صدق والتعظيم . وقول ابن عطاء الله : سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه . ولم يوصل إليهم إلا من اراد أن يوصله إليه « : مقيد بوصول التعظيم والاعتقاد ، والاستماع والاتباع .

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

المحبة


قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ذات يوم : إنا لا نحب إلا الله ، ولا نحب معه شيئاً سواه . فقال له بعض الحاضرين : قال جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم : « النفس مجبولة على حب من أحسن إليها » فقال له الشيخ : إنا لا نرى الإحسان إلا من الله ، ولا نرى معه غيره .
قال ابو على الكاتب: ((روائح نسيم المحبة تفوح من المحبين، وإن كتموها؛ وتظهر عليهم دلائلها، وإن أخفوها، وتدل عليهم، وإن ستروها.))

اقوال العارفين بالله

  • سئل أبو تراب النخشبي : " متى يجوز للرجل أن يتكلم؟ " فقال: " إذا تعين عليه أداء فرض من فرائض الله في علمه، أو خاف هلاك إنسان في بدعة يرجو أن ينجيه الله منها " .
  • سُئل بعضُهم عن التصوفِ، فقال: الغيرة على دين الله، والشفقة على خلق الله تعالى.
  • إِيَّاك أَن تطمع فِي حب الله وفيك ذرة من الكراهية.
  • ((ثمن التصوف فناؤك فيه فإذا فنيت فيه بقيت بقاء الأبد؛ لأن من فنى عن حسوسه، بقى بمشاهدة المطلوب، وذلك بقاء الأبد)).
  • ((إياك أن تطمع فى الانس باللّه، وأنت تحب الأنس بالناس. وإياك ات تطمع فى] حب اللّه، وأنت تحب الفضول. وإياك أن تطمع فى المنزلة عند اللّه وأنت تحب المنزلة عند الناس)).

المشاهدة:

قال الشيخ أشار إليه عمرو بن عثمان المكي : إن قلوب العارفين شاهدت الله مشاهدة تثبيت؛ فشاهدوه بكل شيء، وشاهدوا كل الكائنات به، فكانت مشاهدتهم لديه ولهم به، فكانوا غائبين حاضرين، وحاضرين غائبين، على انفراد الحق في الغيبة والحضور؛ فشاهدوه ظاهرًا وباطنًا، وباطنًا وظاهرًا، وآخرًا وأولاً، وأولاً وآخرًا ... "

وصف الإمام الواسطي للمريد :


" إنه انتهى سيره وسلوكه واتصل قلبه بالله عز وجل اتصالاً لا انفصام له، واتصل ظاهره بالنسبة والمتابعة اتصالاً لا انفصام له، وذلك هو حقيقة المتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها من الله تعالى ولا من رسوله عليه الصلاة والسلام؛ فيرث العبد قسطًا من حال الرسول (صلى الله عليه وسلم) الباطن كما ورث قسطًا من علمه الظاهر؛ فتكمل بذلك فطرته بجميع أجزائها، وتنور بجميع أرجائها، فلمثل ذلك فليعمل العاملون، وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون " .

الاثنين، 23 فبراير 2015

الخشوع:


الانقياد للحق.
وقال حذيفة: أول ما تفقدون من دينكم: الخشوع.
وسئل بعضهم عن الخشوع، فقال: الخشوع: قيام القلب بين يدي الحق، سبحانه، بهم مجموع.
وقال محمد بن علي الترمذي: الخاشع من خمدت نيران شهوته، وسكن دخان صدره، وأشرق نور التعظيم في قلبه، فماتت شهوته، وحيي قلبه؛ فخشعت جوارحه.وقال الحسن البصري: الخشوع: الخوف الدائم اللازم للقلب.وسئل الجنيد عن الخشوع، فقال: تذلل القلوب لعلام الغيوب.

حكم

إن لله تعالى أوانى وهى القلوب فزاهد قاصد ومحب واجد، وعابد خائف وموحّد عارف، ومتعبّد متعفّف ومتهجّد متصوف:ألوانها شتّي الفنون وإنما ... تسقى بماء واحد من منهل

السبت، 21 فبراير 2015

الفضيل بن عياض

قال الفضيل: يقول الله تعالى ابن آدم إذا كنت أقلبك في نعمتي وأنت تتقلب في معصيتي فاحذر لئلا أصرعك بين معاصيك ابن آدم اتقني ونم حيث شئت إنك إن ذكرتني ذكرتك وإن نسيتني نسيتك والساعة التي لا تذكرني فيها عليك لا لك.وقال ايضا:ما يؤمنك أن تكون بارزت الله تعالى بعمل مقتك عليه فأغلق عنك أبواب المغفرة وأنت تضحك.

تفسير القشيري

قوله تعالى :وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ.الشّرْكُ الجَليُّ أن يتَّخِذَ من دونه - سبحانه - معبوداً ، والشِّرْكُ الخفِيُّ أن يتخذ بقلبه عند حوائجه من دونه - سبحانه - مقصوداً .ويقال شِرْكُ العارفين أن يتخذوا من دونه مشهوداً ، أو يطالعوا سواه موجوداً .ويقال مِنَ الشِّركِ الخفيِّ الإحالةُ على الأشكال في تجنيس الأحوال ، والإخلاد إلى الاختيار والاحتيال عند تزاحم الأشغال .

الإشارة:

 قوله تعالى: { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين }
 مثله يقال لأهل الوعظ والتذكير، الداعين إلى مقام الخصوصية، وما أكثر الناس ولو حرصت على هدايتهم، بمهتدين إلى مقام الخصوصية؛ لأن أهل الخصوصية أفراد قليلون في كل زمان؛ قال تعالى:{ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ }

طبقات الصوفية

  • يقول أبو الحسن البوشنجى: ((الناس على ثلاث منازل: الأولياء، وهم الذين باطنهم افضل من ظاهرهم.
  • والعلماء، وهم الذين سرهم وعلانيتهم سواء.
  • والجهال، وهم الذين علانيتهم تخالف أسرارهم؛ لاينصفون من انفسهم، ويطلبون الإنصاف من غيرهم)).
  • قال أبو عمرو: ((الأنس بغير الله تعالى وحشة)).
  • ((من اظهر محاسنه لمن لايملك ضره ولا نفعه، فقد اظهر جهله)).
  • سئل اسماعيل بن نجيد:من اين تتولد الدعاوى؟ - يقول: إنما تتولد الدعاوى من فساد الابتداء؛ فمن صحت بدايته، تصح له النهاية؛ ومن فسدت بدايته فإنه يهلك فى ارجاء أحواله، وقتا ما؛ قال الله تعالى:(﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ).
  • ((إذا اراد الله بعبد خيرا، رزقه خدمة الصالحين والأخيار، ووفقه لقبول ما يشيرون به عليه، وسهل عليه سبل الخير، وحجبه عن رؤيتها)).
  • ((من عرف ربه لم ينقطع رجاؤه. ومن عرف نفسه لم يعجب بعمله. ومن عرف الل!ه لجأ إليه. ومن نسى الله لجأ إلى المخلوقين. والمؤمن لايسهو حتى يغفل، فإذا تفكر حزن واستغفر)).

معرفة الله

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : إِنَّ دِعَامَةَ الْبَيْتِ أَسَاسُهُ ، وَدِعَامَةَ الدِّينِ الْمَعْرِفَةُ بِاللَّهِ تَعَالَى وَالْيَقِينُ وَالْعَقْلُ الْقَامِعُ . فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , مَا الْعَقْلُ الْقَامِعُ ؟ قَالَ : الْكَفُّ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَالْحِرْصُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

الخميس، 19 فبراير 2015

المرء مع من احب

قال الله تعالى: { وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا } (النساء: 69)
 قال البغوي في تفسيره: "نزلت في ثوبان مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان شديد الحب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغيَّر لونه يعرف الحزن في وجهه، فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما غيَّر لونك؟ )، فقال: يا رسول الله، ما بي مرض ولا وجع، غير أنّي إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة فأخاف أني لا أراك، لأنك تُرفَع مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدًا، فنزلت هذه الآية ".

ابن عجيبة

أمُّ الشهوات : حب الدنيا ، ورأسها : حب الرئاسة والجاه ، وأكبر الأصنام : وجودك الحسي ، فلا حجاب أعظم منه ، ولذلك قيل :وُجودُكَ ذَنْبٌ لاَ يُقَاسُ بِهِ ذَنْبُ ... فإن غبتَ عنه ، وكسرته ، غابت عنك جميعُ العوالم الحسية ، وشهدت أسرار المعاني القدسية ، فشهدت أسرار الذات وأنوار الصفات.

اقوال

  • قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَكُونَ نَبِيًّا مَلِكًا أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا ، فَقِيلَ لِي : تَوَاضَعْ ، فَاخْتَرْتُ أَنْ أَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا".
  • قال الإمام أبو حامد الغزالي:«العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون».
  • كان الشبلي يقول للحصري في ابتداء أمره: إن خطر ببالك من الجمعة إلى الجمعة الثانية التي تأتيني فيها غيرَ الله تعالى فحرام عليك أن تحضرني.
  • قال الجنيد:"الطرقُ كلُّها مسدودة على الخَلْق، إلاَّ على مَن اقتفى أثرَ الرَّسول - عليه الصلاة والسلام"

هواجس النفس -الرسالة القشيرية

واعلم أنه يكون للمريدين على الخصوص بلايا من هذا الباب، وذلك أنهم إذا خلوا في مواضع ذكرهم، أن يكونوا في مجالس سماع، أو غير ذلك فيهجس في نفسه ويخطر، ببالهم أشياء منكرة، يتحققون أن الله، سبحانه، منزه عن ذلك، وليس تعتريهم شبهة في أن ذلك باطل، ولكن يدوم ذلك، فيشتد تأذيهم به، حتى يبلغ ذلك حداً يكون أصعب شتم وأقبح قول وأشنع خاطر، بحيث لا يمكن للمريد إجراء ذلك على اللسان، وإبداؤ لأحد، وهذا أشد شيء يقع لهم.فالواجب عند هذا ترك مبالاتهم بتك الخواطر، واستدامة الذكر، والابتهال إلى الله باستدفاع ذلك.وتلك الخواطر ليست من وساوس الشيطان، وإنما هي من هواجس النفس، فإذا قابلها للعبد بترك المبالاة بها ينقطع ذلك عنه.

الرسالة القشيرية

إذا أحكم المريد بينه وبين الله عقده، فيجب أن يحصل من علم الشريعة، إما بالتحقيق، وإما بالسؤال عن الأئمة ما يؤدي به فَرْضَه، وإن اختلف عليه فتاوى الفقهاء يأخذُ بالأحوط، ويقصد الخروج من الخلاف، فإن الرخص في الشريعة للمستضعفين وأصحاب الحوائج والأشغال.وهؤلاء الطائفة ليس لهم شغل سوى القيام بحقِّه سبحانه، ولهذا قيل: إذا انحظ الفقير عن درجة الحقيقة إلى رُخصة الشريعة فقد فسخ عقده مع الله، ونقض عهده فيما بينه وبين الله تعالى.

طبقات الصوفية


سمعت بعض أصحاب جعفر، يقول: (( مررت معه بمقبرة ، وامرأة تبكي بكاء بحرقة، وتندب على قبر. فقال لها: " ما لك؟! " فقالت: " ثكلي بولدي! " فأنشأ يقول:يقولون: ثكلي! ومن لم يذق ... فراق الأحبة لم يثكللقد جرعتني ليإلي الفرا ... ق شراباً أمر من الحنظلكما جرعتني ليالي الوصا ... ل شراباً ألذ من السلسل___________


يقول الإمام الشاطبي:

"الصوفية الذين نسبت إليهم الطريقة؛ مجمعون على تعظيم الشريعة، مقيمون على متابعة السنة، غير مخلين بشيء من آدابها، أبعد الناس عن البدع وأهلها، ولذلك لا نجد منهم من ينسب إلى فرقة من الفرق الضالة، ولا من يميل إلى خلاف السنة".

اهل التصوف

قيل: "إن الخير والشر في كل طائفة من الناس إلى يوم القيامة، فليس كل الصوفية سواء، كما أنه ليس كل العلماء والفقهاء والمدرسين والقضاة والتجار والأمراء سواء؛ إذ فيهم الصالح وفيهم الأصلح، وفيهم الفاسد وفيهم الأفسد، هذا أمر ظاهر لا شبهة فيه عند الجمهور، اعرف الحق تعرف أهله، ويعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال...، ونحن ننكر ما أنكره العلماء على هؤلاء الأدعياء من المتصوفة المنحرفين، الشاذين عن دين الله تعالى، وأما المتمسكون بالكتاب والسنة، المستقيمون على شرع الله تعالى فهم الذين نعنيهم، ونقتفي أثرهم...".

قواعد التصوف للشيخ أحمد زروق


لا يختص التصوف بفقر ولا غنى إن تحققت إرادة وجه الله.
حكم التابع كحكم المتبوع فيما تبعه فيه وإن كان المتبوع أفضل، وقد كان أهل الصفة فقراء في أول أمرهم حتى كانوا يعرفون بأضياف الله. ثمّ كان منهم الغني والأمير والمتسبب والفقير لكنهم شكروا عليها حين وجدت، كما صبروا عليها حين فقدت، فلم يخرجهم الوجدان عما وصفهم مولاهم به من أنهم يدعونه بالغداة والعشي يرديون وجهه، كما أنهم لم يمدحوا بالفقدان، بل بإرادة وجه الملك الديان وذلك غير مقيد بفقر ولا غنى وبحسبه فلا يختص التصوف بفقر ولا غنى إذا كان صاحبه يريد وجه الله، فافهم.

يقول الشيخ زروق :

"أصول طريقتنا خمسة أشياء: تقوى اللَّه تعالى فى السر والعلانية، واتباع السنة فى الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق فى الإقبال والإدبار، والرضا عن اللَّه تعالى فى القليل والكثير، والرجوع إلى اللَّه تعالى فى السراء والضراء، فتحقيق التقوى بالورع والاستقامة، وتحقيق السنة بالتحفظ وحسن الخلق، وتحقيق الإعراض عن الخلق بالصبر والتوكل، وتحقيق الرضا عن اللَّه بالقناعة والتفويض، وتحقيق الرجوع إلى اللَّه بالحمد والشكر فى السراء واللجأ إليه فى الضراء".

الأربعاء، 18 فبراير 2015

الصوفية

المعاني الصوفية الحقة، لا تحصل إلا بعد تخلية الباطن من هفوات الغفلة، وأسباب البعد عن الله تعالى، وتحلية الباطن بفضائل الأخلاق المحمدية، وتجليات الأنوار الربانية، حتى تكون أفعال العبد آمنة من الانحراف وراء شهوات النفس، وميولات الأهواء، فإذا لم تسبق هذه العملية التطهيرية للقلب، فلا يأمن العبد إذّاك أن تتكدّر معارفه، و يسُوء فهمه.

التصوف

الأذواق التي يتحدث عنها القوم، هي نتاج معاناة داخلية، يكابدها السالك في تقربه، وليست ضربا من التخرص، بل هي حقائق يتذوقها العبد بعد طهارة قلبية، يقول القاشاني: " واعلم أن الأذواق التي يشير إليها القوم هي علوم لا تُنال إلا لمن كان خالي القلب من جميع العلائق والعوائق كلها ". وسئل الإمام الجنيد: من أين استفدت هذا العلم؟ فقال:"من جلوسي بين يدي الله تعالى ثلاثين سنة تحت تلك الدرجة، وأومأ إلى درجة في داره ".

الحب الالهي


كَانَ بَعْضُ الْمُحِبِّينَ تَمُرُّ بِهِ أَوْقَاتٌ فَيَقُولُ: إِنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمٍ مِثْلِ هَذَا إِنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ.الشوق يحمل المحب على العجلة في رضا المحبوب والمبادرة إليها على الفور ولو كان فيها تلفه،{وما أعجلك عن قومك يا موسى*قال هم أولآء على أثري وعجلت إليك رب لترضى}.قيل: كانت عجوز لها غائب فقدم من السفر فأظهر أهلها الفرح والسرور به فجعلت تبكي فقيل لها ما هذا البكاء فقالت ذكرني قدوم هذا الفتى يوم القدوم على الله.قال بعض المحبين قلوب المشتاقين منورة بنور الله فإذا تحرك اشتياقهم أضاء النور ما بين السماء والأرض فيعرضهم الله سبحانه وتعالى على الملائكة فيقول هؤلاء المشتاقون إلي أشهدكم أني إليهم أشوق.


طبقات الأولياء



_إذا طلبت الدخول مع الأحباب فقف ذليلاً حقيراً بالباب حتى يرفع بينك وبينهم الحجاب من دون حيلة منك ولا أسباب وإنما هو فضل من الكريم الوهاب."علامة سكون القلب إلى الله تعالى أن يكون بما في يد الله تعالى أوثق منه بما في يده ".
_" إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن بحفظ لسانك ".
_" اليقين نور يجعله الله في قلب العبد، حتى يشاهد به أمور آخر، ويخرق بقوته كل حجاب بينه وبين ما في الآخرة، حتى يطالع أمور الآخرة كالمشاهد لها ".
_" اذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق، فانهم جواسيس القلوب؛ يدخلون في قلوبكم، ويخرجون منها من حيث لا تحسون ".
_" أنت تبغض العاصي بذنب واحد تظنه، ولا تبغض نفسك مع ما تتيقنه من ذنوبك ".

الادب

قال الشيخ زروق رضي الله عنه: والأدب على ثلاثة أوجه آداب في الظاهر وذلك بإقامة الحقوق وآداب في الباطن بالأعراض عن كل مخلوق وآداب فيهما وذلك بالأنحياش للحق والدوام بين يديه على بساط الصدق وذلك هو جملة الأمر وتفصيله وتفريعه وتأصيله.

الروح

قيل:أن الروح لا ترجع إلى وطنها وتتصل بحضرة ربها إلا بعد خراب هذا البدن ، والحق إنها ترجع لأصلها ، وتتصل بحضرة ربها مع قيام هذا البدن؛ إذا كمل تطهيرها وتمت تصفيتها من بقايا الحس ، وانقطع عنها علائق هذا العالم الجسماني ، فتتصل حينئذٍ بالعالم الروحاني ، مع قيام العالم الجسماني ، كما هو مقرر عند أهل التحقيق.

الصدق

الصدق سيف حازم ، ما وضع على شيء إلا قطعه ، ويكون في الأقوال ، وهو صيانتها من الكذب ، ولو ادى إلى التلف . وفي الأفعال ، وهو صيانتها من الرياء وطلب العوض . وفي الأحوال ، وهو تصفيتها من قصد فاسد ، كطلب الشهرة ، أو إدراك مقام من المقامات ، أو ظهور كرامات ، أو غير ذلك من المقاصد الدنية .

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

النفس

قال بعض العارفين : النفوس ثلاثة : نفس معيبة ، لا يقع عليها بيع ولا شراء ، وهي نفس الكافر ، ونفس تحررت؛ لا يصح بيعها ، وهي نفس الأنبياء والمرسلين ، لأنها خُلقت مطهرة من البقايا ، ونفس يصح بيعها وشراؤها ، وهي نفس المؤمن ، فإذا باعها لله ، واشتراها الحق تعالى منه ، وقع عليها التحرير ، وذلك حين تحرر من رقّ الأكوان ، وتتخلص من بقايا الأثر .

الإشارة


 من أراد أن يؤسس بنيان أعماله وأحواله على التقوى والرضوان ، فليؤسسه على الإخلاص والنية الحسنة ، ومتابعة السنة المحمدية ، فإنها لا تنهدم أبداً ، ومن أراد أن يؤسسها على شفا جرف هارٍ فليؤسسها على الرياء والسمعة ، وقصد الكرامات وطلب الأعواض ، فإنها تنهدم سريعاً ولا تدوم ، فما كان لله دام واتصل ، وما كان لغير الله انقطع وانفصل .

النفس المطمئنة

النفس حجاب، ولكى يزال هذا الحجاب لابد من إزالة المذموم من أخلاقها، ونفوس الصوفية أجابتهم إلى الأخلاق الكريمة , ولم تغتر بما تصنعه من الطاعات، وذلك راجع إلى أنهم خبروا حقيقتها فوطنوها فى الموطن الذى تستحقه , واتبعوا أعمال العبادة والتزموا بفعل الطاعة والذكر ,واغتربوا عن العالم السئ بما فيه من معاصى، وأخذوا أنفسهم بالرياضة والتجريد وإيثار التنسك والطاعة وبذلك وصل إلىالنفس المطمئنة التى يرغب فيها. والنفس المطمئنة: هى التى تنورت بنور القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة وتخلقت بالأخلاق الحميدة وتوجهت إلى جهة القلب بالكلية.

حكم

" من أراد ان يكون الله معه فليلزم الصدق، فان الله مع الصادقين ".
" من خدم الفقراء أكرم بثلاثة أشياء: بالتواضع، وحسن الأدب، وسخاوة النفس ".
" من أنس بغير الله فهو فى وحشة أبداً ".

طبقات الأولياء

قال أبو سعيد الخراز: " صحبت الصوفية ما صحبت، فما وقع بيني وبينهم خلاف ". قالوا: " لم؟ ". قال: " لأني كنت معهم على نفسي ".

المجاهدة


تقول ارباب هذه الطريقة: من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمه .وقال عثمان المغربي الصوفى: من ظن انه يفتح عليه شئ من هذه الطريقة أو يكشف له عن سر من اسرارها من غير لزوم المجاهدة فهو غالط .

الاثنين، 16 فبراير 2015

علم التصوف

( علم التصوف علم ليس يدركه إلا أخو فطـنة بالـــحق معروفُ
  • وليس يعرفه من ليس يشــهده وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوفُ )
من لم يعرف مرادهم كيف يفهم كلامهم ؟

الطريقة


قال الإمام المجاهدُ الأميرُ عبدُ القادر الجزائريُّ رحمه الله تعالى في كتابه : (المواقفُ في التصوف) :( طريقة توحيدنا ما هي طريقة المتكلمين ولكنْ طريقةُ توحيدِ الكتب المُنْـزَلَة و سُنَّةِ الرسل المرسلة ، وهي التي كانت عليها بواطن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين والسادات العارفين ، وإن لم يُصَدِّقِ الجمهورُ والعموم ، فعند الله اجتماع الخصوم ).

الهمة

قال الإمام السنوسي صاحب العقائد في كتابه نصرة الفقير :إني رأيت الهمم قاصرة عن الله وعن طريق الوصول إليه متقاصرة، ورأيت شُعَباً وقواطع عن الله تعالى وأكثرها الذين يدعون علم الظاهر، إذ هم في حجاب عن الله أخذوا بظاهر الشرع وتركوا ما كانت عليه بواطن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتخذوا الظاهر عماداً والإنكار في الباطن وساداً ،والتمشدق والتمخرق مهاداً ورفضوا الحقيقة وأسبابها وحجبوا بالغفلة وفتحوا أبوابها ، إذا ذُكروا بالحق أنفوا وإذا قدروا على من ذاكرهم عنفوا . .

الأحد، 15 فبراير 2015

الرسالة القشيرية

سئل أَبُو يَزِيد عَنِ العارف فَقَالَ : لا يرى فِي نومه غَيْر اللَّه تَعَالَى ولا فِي يقظته غَيْر اللَّه تَعَالَى ولا يوافق غَيْر اللَّه تَعَالَى ولا يطالع غَيْر اللَّه تَعَالَى.
المعرفة عَلَى ثلاثة أركان: الهيبة والحياء والأنس.
قالَ الْحُسَيْن بْن مَنْصُور : علامة العارف أَن يَكُون فارغا من الدنيا والآخرة.
قَالَ رويم : المعرفة للعارف مرآة إِذَا نظر فِيهَا تجلى لَهُ مولاه.
قيل : المعرفة توجب الحياء والتعظيم كَمَا أَن التوحيد يوجب الرضا والتسليم.
قَالَ بَعْضهم: من عرف اللَّه تَعَالَى تبرم بالبقاء وضاقت عَلَيْهِ الدنيا بسعتها.
من كَانَ بالله أعرف كَانَ لَهُ أخوف.
قال الغزالي : دواء القلوب واجب عيناً على كل مسلم.

قال بعض الصالحين

كان لي مال ، فرأيت فقيراً في الحرم جالساً منذ أيام ، ولا يأكل ولا يشرب وعليه أطمار رثة ، فقلت : أُعنيه بهذا المال؛ فألقيته في حجره ، وقلت : استعن بهذا على دنياك ، فنفض بها في الحصباء ، وقال لي : اشتريتُ هذه الجلسة مع ربي بما ملكت ، وأنت تفسدها عليَّ؟ ثم انصرف وتركني ألقُطها . فوالله ما رأيت أعز منه لَمَّا بَدَّدَها ، ولا أذل مني لما كنت ألقطها 

عن أبي يزيد البسطامي

حكي عن أبي يزيد البسطامي : أنه قال : أًسري بروحي ، فرأيت كأني واقف بين يدي الله ، فسمعت قائلاً يقول : يا أبا يزيد ، إن أردت القرب منا فأتنا بما ليس عندنا ، فقلت : يا مولاي وأي شيء ليس عندك ، ولك خزائن السماوات والأرض؟ فسمعت : يا أبا يزيد ، ليس عندي ذل ولا فقر فمن أتاني بهما بلّغته .

قَالَ أَبُو يَزِيد : للخلق أحوال ولا حال للعارف لأنه محيت رسومه وفنيت هويته بهوية غيره وغيبت آثاره بآثار غيره.

السبت، 14 فبراير 2015

الشريعة والحقيقة

قال الشيخ زروق رضي الله عنه: التوحيد عرش والشريعة المطهرة كرسي ذلك العرش والحقوق المفضلة فيها سماؤها والحظوظ النفسانية أرضها فكل حقيقة لا تصحبها شريعة لا عبرة بصاحبها وكل شريعة لا تعضدها حقيقة لا كمال لها.

الْمحبَّة

قيل لمعروف الْكَرْخِي: أخبرنَا عَن الْمحبَّة أى شئ هِيَ، قَالَ: يَا أخي لَيست الْمحبَّة من تَعْلِيم النَّاس الْمحبَّة من تَعْلِيم الحبيب.

الناس على ثلاثة أقسام

الناس على ثلاثة أقسام : قسم أقامهم الحق تعالى لخدمة أنفسهم وحظوظهم؛ عدلاً .وقسم أقامهم الحق تعالى لخدمة معبودهم؛ فضلاً . وقسم اختصهم بالتوجه إلى محبوبهم؛ رحمة وفضلاً .فالأوّلون : أثقلهم بكثرة الشواغل والعلائق ،  وأما أهل الخدمة : فرآهم لم يصلحوا لصريح معرفته ، فشغلهم بخدمته . وأما أهل التوجه إلى محبته وصريح معرفته فلم يشغلهم بشيء ، ولم يتركهم مع شيء ، بل اختصهم بمحبته.

حكم

أهل الفهم عن الله الأزمنةُ كلها عندهم حُرُم ، والأمكنة كلها عندهم حَرامٌ ، فهم يحترمون أوقاتهم ويغتنمون ساعاتهم لئلا تضيع . قال الحسن البصري : أدركت أقواماً كانوا على ساعاتهم أشفق منكم على دنانيركم ودراهيمكم

الجمعة، 13 فبراير 2015

السلوك الصوفي

  • لا يزال العبد يسلك هذا الطريق متخلقا، بين تهذيب وتشذيب؛ حتى تصفو روحه تماما لله، محققة الرضى الكامل بالله، بما تخلق من كلمة الإخلاص: (لا إله إلا الله)، سلوكا أبديا إلى الله؛ فينال نعمة المحبة صفةً ومقاما باقيا.
  • عوض ما تقول : هذه المرآة صدئت ، قل: عيني بها رمد .
  • يكون بك حب الرياسة والجاه وغيرهما وتقول : الشيخ ما يجذب قلوبنا . قل : العائق مني.
  • ليس كل من صحب الأكابر اهتدى بصحبتهم ، فلا تجعل صحبة المشايخ علة في أمنك ، فمن اغتر بالله فقد عصاه ،لأنك أمنت عقوبته . كما يقول الجاهل : صحبت سيدي فلانا ورأيت سيدي فلانا ، ويدعون بدعاوي كلها كاذبة باطلة ، بل كان يبنغي لهم أن تزيدهم صحبة المشايخ خوفا ووجلا ، فقد صحب الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا أكثر وجلا وخوفا .
  • تكون في وسط النهر وأنت عطشان ، تكون معه في الحضرة وأنت تطلب الإتصال.

الخميس، 12 فبراير 2015

الحكم العطائية

( أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله و هو لم يتطهر من جنابة غفلاته )
الحضرة : هى حضور القلب مع الرب و هى على ثلاثة أقسام :حضرة القلوب , و حضرة الأرواح , و حضرة الأسرار فحضرة القلوب للسائرين و حضرة الأرواح للمستشرفين و حضرة الأسرار للمتمكنينأو تقول حضرة القلوب لأهل المراقبة و حضرة الأرواح لأهل المشاهدة و حضرة الأسرار لأهل المكالمة 
و سر ذلك ان الروح مادامت تتقلب بين الغفلة و الحضرة كانت فى حضرة القلوب فإذا استراحت بالوصال سميت روحا و كانت فى حضرة الأرواح , و إذا تمكنت و تصفت و صارت سرا من أسرار الله سميت سرا و كانت فى حضرة الأسرار 
فالحضرة مقدسة منزهة مرفعة لا يدخلها إلا المطهرون , فحرام على القلب الجنب أن يدخل مسجد الحضرة و جنابة القلب غفلته عن ربه قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون و لا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا "اى لا تقربوا صلاة الحضرة و أنتم سكارى بحب الدنيا و شهود السوى و حتى تتيقظوا و تتدبروا ما تقولون فى حضرة الملك , و لا جنبا من جماع الغفلة و شهود السوى حتى تتطهروا بماء الغيب الذى أشار إليه الحاتمى رضى الله عنه كما فى الطبقات الشعرانية فى ترجمة المواهب بقوله :
توضأ بماء الغيب إن كنت ذا سر***** و إلا تيمم بالصعيد أو الصخر يعنى تطهر من شهود نفسك بماء الغيبة عنها بشهود ربك أو تطهر من شهود الحس بشهود المعنى , أو تطهر من شهود عالم الشهادة بماء شهود عالم الغيب , او تطهر من شهود السوى بماء العلم بالله فإنه يغيب عنك كل ما سواه , و إذا تطهرت من شهود السوى تطهرت من العيوب كلها 
و إن لم تقدر على الطهارة الحقيقية التي هي الطهارة الباطنية فانتقل للطهارة المجازية التي هي الطهارة الظاهرية و إن لم تقدر على طهارة المقربين فانتقل لطهارة أهل اليمين و إن لم تقدر على طهارة أهل المحبة فانتقل لطهارة أهل الخدمة قوما أقامهم الله لخدمته, و قوم اختصهم لمحبته:( كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا )
فطهارة أهل المحبة الفكرة والنظرة و طهارة أهل الخدمة بالمجاهدة و المكابدةبين عبادة ظاهرة كصلاة وصيام و ذكر و تلاوة و تعليم و غير ذلكو بين عبادة خفية كخوف ورجاء و زهد و صبر وورع و رضي و تسليم و رحمة و شفقة و غير ذلك مما لا يظهر للعيان, و هذا هو تصوف أهل الظاهر, و أما تصوف أهل الباطن: فهو الغيب عن الأكوان بشهود المكون أو الغيبة عن الخلق بشهود الملك الحق 
وإذا رحل القلب من وطن شهوته و تطهر من لوث غفلاته وصل إلى حضرة ربه و تنعم بشهود قربه.

اقوال

  • كل الناس –إلا ما رحم ربي-إنما يعتني بمحط أنظار الناس..وحيث كان تعلق الناس جل الناس هو العناية البالغة في إبراز مكنونات ما حوته جلدة الرأس ..وإبرازها للناس ..سواء كانت هذه المكنونات كامنة حقا هناك..أو كان صاحبها دعيّا ..،وبعضهم-وقليل ماهم- يهتم بمحط نظر االله الا وهي المضغة الصغيرة..التي إن صلحت صلح الجسد كله.
  • ايها المريد تدبر "وما قدروا الله حق قدره"..وافزع أن تكون من أهلها..لا سيما وأنت تحمل وظيفة وراثة النبوة..
  • قلب المحب لا يعرف الكراهية،فهو محط نظر المحبوب.
  • الحياة بدون حب جحيم....وعذابه كله نعيم ...
  • بين المحبين سِرُّ ليس يُفْشيه ... قولٌ ، ولا قلم للخْلق يحكيه

تفسير القشيري

قوله تعالى:وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
الصبر تجرُّع كاساتِ التقدير من غير تعبيس .
{ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } المحسنُ : العاملُ الذي يعلم أَنَّ الأجرَ على الصبر والطاعة بفضله - سبحانه - لا باستحقاق عملٍ .

الإشارة :

مساجد الحضرة محرمة على أهل الشرك الخفي والجلي ، لا يدخل الحضرة إلا قلب مفرد ، فيه توحيد مجرد ، لا يعمر مساجد الحضرة ألا قلب مطمئن بالله ، غائب عما سواه ، قد رفض الركون إلى الأسباب ، وأفراد الوجهة لمسبب الأسباب ، قطع الشواغل والعلائق حتى أشرقت أنوار الحقائق . وإنما يعمر مساجد حضرة القدوس من آمن بالله واليوم الآخر ، وأقام صلاة القلوب ، وآتى زكاة النفوس ، ولم يراقب أحداً من المخلوقين ، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين إلى حضرة رب العالمين .


محبة الله

إفراد المحبة لله ولأولياء الله من أعظم القربات إلى الله ، وأقرب الأمور الموصلة إلى حضرة الله ، والالتفات إلى أهل الغفلة؛ بالصحبة والمودة ، من أعظم الآفات والأسباب المبعدة عن اللهِ ، والعياذ بالله . وفي الحديث : « المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيله » و « المَرْءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ »

ايقاظ الهمم

 من رجع عن طريق القوم ، ونقض عهد الأشياخ ، ثم طعن في طريقهم ، لا يرجى فلاحه ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، أعني في طريق الخصوص؛ لأنه جمع بين نقض العهد والطعن على الأولياء ، وقد قال تعالى : « من آذى لي ولياً فقد آذنني بالحرب » ومن رجع عنها؛ لضعف ووهن ، مع بقاء الاعتقاد والتسليم ، فربما تقع الشفاعة منهم فيلحق بهم ، بخلاف الأول

الإشارة

 الناس ثلاثة : عوام ، وخواص ، وخواص الخواص . فالعوام : هم الذين لا شيخ لهم يصلح للتربية . والخواص : هم الذين صحبوا شيخ التربية ، ولم ينهضوا إلى مقام التجريد . وخواص الخواص : هم الذين صحبوا شيخ التربية وتجردوا ظاهراً وباطناً ، خربوا ظواهرهم ، وعمّوا بواطنهم ، وهم الذين خاضوا بحار التوحيد ، وذاقوا أسرار التفريد . وهم الذين أشار المجذوب إلى مقاومهم بقوله :يا قارئين علم التوحيد ... هنا البحور اليَّ تغْبيهذامقام أهل التجريد ... الواقفين مع ربيفأهل التجريد ، كالمهاجرين والأنصار ، وأهل الأسباب من أهل النسبة ، كمن لم يهاجر من الصحابة ، ومن تجرد بعدُ ودخل معهم ، والتحق بهم . قال تعالى؛ ق ل تعالى؛ { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم } ، ومن لا نسبة له كمن لا صحبة له ، وبالله التوفيق ، وهو الهادي إلى سواء الطريق . وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد ، وآله ، وصحبه ، وسلم تسليماً ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


الأربعاء، 11 فبراير 2015

النفس

بقي رجل مع أبي يزيد البسطامي ثلاثين سنة فكان لا ينقطع عن مجلسه ولا يفارقه فقال له يوماً: يا أستاذ أنا منذ ثلاثين سنة أصوم النهار وأقوم الليل وقد تركت الشهوات ولست أجد في قلبي شيئاً من هذا الذي تذكر البتة،فقال له أبو يزيد: لو صليت ثلاثمائة سنة وأنت على ما أراك عليه لا تجد منه ذرة، قال: فلم ؟  قال: لأنك محجوب بنفسك.

قالت رابعة العدوية رضي الله تعالى: استغفارنا يحتاج إلى استغفار كثير.
قال الفضيل بن عياض رضي الله تعالى عنه: استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.
قال الفضيل بن عياض: العمل لأجل الناس شرك وترك العمل لأجل الناس رياء والاخلاص أن يعافيك الله منهما.

التصوف

واعلم أن هذا العلم ليس هو القلقلة باللسان، وإنما هو أذواق ووجدان، ولا يؤخذ من الأوراق، وإنما يؤخذ من خدمة الرجال وصحبة أهل الكمال.

الصوفي

تخالف الناس في الصوفي واختلفوا جهلا فظنوه مشتقا من الصوف ولست أمنح هذا الاسم غير فتى صافى فصوفي حتى سمي الصوفي

إيقاظ الهمم

قلت استر نفسك أيها المريد وأدفنها في أرض الخمول حتى تستأنس به وتستحليه ويكون عندها أحلى من العسل ويصير الظهور عندها أمر من الحنظل فإذا دفنتها في أرض الخمول وأمتدت عروقها فيه فحينئذ تجني ثمرتها ويتم لك نتاجها وهو سر الإخلاص والتحقق بمقام خواص الخواص وأما إذا لم تدفنها في أرض الخمول وتركتها على ظهر الشهرة تجول ماتت شجرتها أو أسقطت ثمرتها فإذا جني العارفون ما غرسوه من جنات معارفهم من العلوم وما دفنوه من كنوز الحكم ومخازن الفهوم بقيت أنت فقيراً سائلاً أو سارقاً صائلاً .

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

اقوال

عادة الله مع أوليائه، يُشدد عليهم أولاً بضروب البلايا والمحن، ثم يعقبهم العز والنصر وضروب المنن.
من كلام الشيوخ : "الناس يطلبون العز بأبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله".
سفينة زماننا هي سفينة الحب ،والحب الصافي النقي تجده عند اهل الله.

طبقات الأولياء

" من ترك حرمة المشايخ ابتلى بالدعاوى الكاذبة، وافتضح بها. ومن تكلم فى الإخلاص، ولم يطالب نفسه بذلك، أبتلاه الله بهتك ستره عند أقرانه وإخوانه. والخلق محل الآفات، وأكثر منهم آفة من يأنس بهم، أو يسكن إليهم ".

إبراهيم بن أدهم

على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، والحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك قوله تعالى:(لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم).

تفسير القشيري

قوله تعالى:{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ الْسَّيِئَاتِ } الحسنات ما يجود بها الحق ، والسيئات ما يذنبها العبد ، فإذا دخلت حسناتُه على قبائح العبد مَحَتْها وأَبْطَلَتْها .
ويقال حسناتُ القُربة تَذْهَبُ بسيئات الزَّلَّة .
ويقال حسناتُ الندم تَذْهَبُ بسيئات الجُرْم .
ويقال ( انسكاب ) العَبْرَةَ تُذْهِبَ سيئاتِ العَثْرَة .
ويقال حسنات الاستغفار تُذْهِبُ سيئات العصيان .
ويقال حسنات الاستغفار تُذْهِبُ سئيات الإصرار .
ويقال حسناتُ العناية تذهب سيئات الجناية .
ويقال حسنات العفو عن الإخوان تذْهِبُ الحقدَ عليهم .
ويقال حسنات الكَرَمَ تُذْهِب سيئات الخَدَم .
ويقال حسنُ الظنِّ يُذْهَبُ سوأتهم بكم .
ويقال حسنات الفضل من الله تُذْهِبُ سيئاتِ حسبان الطاعة من أنفسكم .
ويقال حسناتُ الصدق تَذْهَبُ بسيئات الإعجاب .
ويقال حسناتُ الإخلاص تَذْهَبُ بسيئات الرياء .

تفسير القشيري



قوله جلّ ذكره : { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } .فيه إشارة إلى أن الذي يحصل بمشيئته لا باستحقاق عمل .

الشقي و السعيد

 الشقيُّ مَنْ هو في أَسْرِ التدبير ونسيان جريان التقدير ، والسعيد مَنْ رَجِعَ من ظلماتِ التدبير ، وحصل على وصف شهود التقدير .ويقال الشقيُّ من كان في رق العبودية ظانَّا أَنَّ منه طاعاته ، السعيد مَنْ تحرر عن رقِّ البشرية وعَلِمَ أن الحادثاتِ كلها لله سبحانه .وأمَّا الأشقياء - على التأبيد- فهم أهل الخلود في مقتضى الوعيد ، والسعداء- على التأبيد - من قال الله تعالى في صفتهم : { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَأ مَزِيدٌ } 

تفسير القشيري

قال الأيام ثلاثة : يومٌ مفقود وهو أمسِ ليس بيدك منه شيء ، ويومٌ مقصود وهو غدٌ لا تدري أتدركه أم لا ، ويومٌ مشهودٌ وهو اليوم الذي أنت فيه؛ فالمفقودُ لا يرجع ، والمقصود ربما لا تبلغ ، والمشهود وقتك وهو مُعَرَّضٌ للزوال . . . فاستغله فيما ينفع .

ابن عجيبة

يقال للفقراء المتوجهين إلى الله ، الذين بذلوا أموالهم ومهَجَهم ، وقتلوا نفوسهم في طلب محبوبهم : إن يعلم الله في قلوبكم خيراً ، كصدق وإخلاص ، يؤتكم أفضل مما أخذ منكم ، من ذبح النفوس وحط الرؤوس ودفع الفلوس . وهو الغناء الأكبر ، والسر الأشهر ، الذي هو الفناء في الله ، والغيببة عما سواه ، وثمرته : المشاهدة التي تصحبها المكالمة ، وهذا هو الإكسير والغنا الكبير ، فكل من باع نفسه في طلب هذا فقد ربحت صفقته ، وزكت تجارته ، مع غفران الذنوب ، وتغطية المساوئ والعيوب .

الاشارة

 شرفُ الإنسان وكمالُه في خمسة أشياء : الإيمان بالله ، وبسائر ما يتوقف الإيمان عليه ، والوفاء بالعهود ، والوقوف مع الحدود ، والرضى بالموجود ، والصبر على المفقود .

شكر النعم

من شكر النعم فقد قيدها بعقالها ، ومن لم يشكرها فقد تعرض لزوالها . فالشكر قيد الموجود وصيد المفقود ، فمن أعطي ولم يشكر ، سُلب منها ولم يشعر ، والشكر؛ أَلا يُعْصَى الله بنعمه 

أولياء الله

عادة الشيطان مع العوام أن يُغريهم على الطعن والإنكار على أولياء الله ، وإيذائهم لهم.

الامام الشافعي

فَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ... جَعَلْتُ الرَّجَا مِنَّي لعَفْوكَ سُلما
تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي ، فَلَمّا قَرَنْتهُ ... بعَفْوِكَ رَبِّي ، كانَ عَفْوُكَ أَعْظَمَا
فَمَا زِلْتَ ذَا جُودِ وَفَضْلٍ وَمِنَّةٍ ... تَجُودُ وتَعْفُو مِنَّهً وتَكَرُّمَا

الامام الشافعي

الإشارة

 الفرقان الذي يلقيه الله في قلوب المتقين من المتوجهين هو نور الواردات الإلهية ، التي ترد على القلوب من حضرة الغيوب ، وهي ثلاثة أقسام : وارد الانتباه : وهو نور يفرق به بين الغفلة واليقظة ، وبين البطالة والنهوض إلى الطاعة ، فيترك غفلته وهواه ، وينهض إلى مولاه ، ووارد الإقبال : وهو نور يفرق به بين الوقوف مع ظلمة الحجاب وبين السير إلى شهود الأحباب ، ووارد الوصال : وهو نور يفرق به بين ظلمة الأكوان ، ونور الشهود ، أو بين ظلمة سحاب الأثر وشهود شمس العرفان .

الاثنين، 9 فبراير 2015

الفكرة

 الفكرة سراج القلب فإذا ذهبت فلا اضاءة له، قلت الفكرة في عظمة الباري وتوحيده نور، فإذا كان القلب مشغولاً بالفكرة في عظمة الحق فهو منور بنور الحق وإذا خلا من الفكرة في الحق دخلته الفكرة في الأغيار وهي ظلمة، ولا تجتمع الظلمة والنور أبداً فالفكرة سراج القلب فإذا ذهبت الفكرة في الحق انطفأ نوره بدخول ظلمة الكون فلا إضاءة له، ولذلك قال الجنيد رضي الله عنه: أشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الله في ميدان الفكرة على بساط التوحيد.

حكم

إذا قلت شواغلك في الظاهر وعوائقك في الباطن ثم لم تتوجه إليه في ظاهرك ولم ترحل إليه في باطنك فهو علامة غاية الخذلان الكبير.
والبركة في العمر هي إدراك الأمداد العظيمة في الآماد القليلة .

( قوم تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم )

 اعظم الأعمال التي توجد ثمرتها عاجلاً وآجلاً هو ذكر الله وثمرته هو النور الذي يشرق في القلب فيضمحل به كل باطل، والناس في هذا النور على قسمين: قسم سكن النور قلوبهم فهم ذاكرون على الدوام وقسم يطلبون وجوده بأذكارهم، وإلى هذا أشار بقوله قوم تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم فهمن الواصلون، وأما الذين تسبق أذكارهم أنوارهم فهم السائرون الأولون لهم أنوار المواجهة لا تفارقهم فهم ذاكرون على الدوام فإذا أرادوا أن يذكورا باللسان سبقت إلى قلوبهم الأنوار فكانت هي الحاملة لهم على وجود الأذكار، وأما الآخرون فلهم أنوار التوجه وهم طالبون لها محتاجون إليها فهم يجاهدون أنفسهم في طلب تلك الأنوار. و حال الفريقين  ذاكر ذكر ليستنير قلبه وذاكر استنار قلبه فكان ذاكراً قلت فالذي ذكر ليستنير قلبه هو الذي يسبق ذكره نوره فهو من القوم الذين تسبق أذكارهم أنوارهم والذي استنار قلبه فكان ذاكراً هو الذي يسبق نوره ذكره هو من القوم الذين تسبق أنوارهم أذكارهم وهم العارفون بالله لا تجدهم إلا في حضرة الأسرار ثم أن وجود الذكر في الظاهر عنوان وجود الشهود في الباطن إذ لولا وارد ما كان ورد وهو الذي أبانه بقوله ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهوداً أو فكر قلت إذا كان الظاهر مشتغلاً بذكر الله فهو علامة وجود محبة الله في الباطن إذ من أحب شيئاً أكثر من ذكره ولا تكون المحبة إلا عن ذوق ومعرفة فلا يكون ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود أي شهود كان وأن كان لا يشعر بشهوده فما ذكرت الروح حتى فنيت ولا فنيت حتى شهدت فكل من فنى في ذكر الله فإن روحه شهدت جمال الحضرة أو تفكرت في جمال المذكور وبهائه أو في حسن ثوابه فتحصل أن وجود الذكر في الظاهر ناشيء إما عن شهود في الباطن وهو حال المريدين أو العارفين أو ناشيء عن فكرة وهو حال الطالبين للجزاء فإن الناس في الذكر على ثلاثة أقسام قسم يطلبون الأجور وقسم يطلبون الحضور وقسم وصلوا ورفعوا الستور.

الإشارة :

اعلم أن الذكر على خمسة أقسام : ذكر اللسان فقط؛ لعوام المسلمين ، وذكر اللسان مع القلب ، لخواص الصالحين وأول المتوجهين ، وذكر القلب فقط؛ للأقوياء من السائرين ، وذكر الروح؛ لخواص أهل الفناء من المُوحدين ، وذكر السر؛ لأهل الشهود والعيان من المتمكنين ، وفي قطع هذه المقامات يقع السير للسائرين ، فيترقى من مقام ، إلى مقام ، حتى يبلغ إلى ذكر السر ، فيكون ذكر اللسان في حقه غفلة .

من أقوال العارفين في المحبة


يقول الشيخ داود الطائي قدس سره : المحبة هي دوام ذكر المحبوب .ويقول الشيخ معروف الكرخي قدس سره : المحبة هي الأنس بالمحبوب ، وبذل النفس في هوى المطلوب ، وأن لا تنظر إلى سواه مخافة أن تضل فلا تراه ، لأن من نظر إلى سواه ضل عن طريق هداه . ويقول الشيخ السري السقطي قدس سره : المحبة تيسير العسير ، وتعسير اليسير ، وغربة في الأوطان ووحشة من الخلان . ويقول الشيخ الجنيد البغدادي قدس سره : المحبة استيلاء ذكر المحبوب على جميع قلب المحب ، واستغراق كلية المحب ، ولو في بعض رضا المحبوب ، وهو أن يغلب أمر المحبوب على قلبه حتى لا يحس بما بدا منه ، فلا العتاب ينفع ولا العذل ينجع .ويقول الغوث الأعظم الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره : المحبة هي تشويش في القلوب يقع من المحبوب ، فتصير الدنيا عليه كحلقة خاتم أو مجمع مأتم . والحب : سكر لا صحو معه ، وذكر لا محو معه ، وقلق لا سكون معه ، وخلوص للمحبوب بكل وجه سرا وعلانية ، بإيثار اضطرار لا بإيثار اختيار ، وبإرادة خلقة لا بإرادة كلفة . 

اهل الله

  • الحاصل أن أهل الحضرة نزولهم بالله وعملهم بالله لا يرون لأنفسهم حولاً ولا قوة ولا يطلبون من ربهم جزاء ولا أجرة إذ محال أن يطلب الجزاء على عمل غيره.
  • كَانَتِ الْعَدَوِيَّةُ تَنُوحُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ :
  • وَلَقَدْ جَعَلْتُكَ فِي الْفُؤَادِ مُحَدِّثِي وَأَبَحْتُ جِسْمِي مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي
  • فَالْجِسْمُ مِنِّي لِلْجَلِيسِ مُؤَانِسٌ وَحَبِيبُ قَلْبِي لِلْفُؤَادِ أَنِيسٌ .
  • هذه نفحات لا يذوقها إلا أهل الأذواق فكل واحد يذوق منها على قدر شربه ووجده.

أهل المشاهدة

 عند السراج الطوسي – على ثلاثة أحوال :
" الأول منها: الأصاغر، وهم المريدون، وهو ما قاله أبو بكر الواسطي (رحمه الله) : يشاهدون الأشياء بعين العبر، ويشاهدونها بأعين الفكر .
والحال الثاني من المشاهدة: الأوساط، وهو الذي أشار إليه أبو سعيد الخراز، (رحمه الله)، حيث يقول : الخلق في قبضة الحق وفى ملكه، فإذا وقعت المشاهدة فيما بين الله وبين العبد لا يبقى في سرِّه، ولا همِّه غير الله تعالى .
والحال الثالث من المشاهدة: ما أشار إليه عمرو بن عثمان المكي، (رحمه الله)، في كتاب المشاهدة، فقال : إن قلوب العارفين شاهدت الله مشاهدة تثبيت؛ فشاهدوه بكل شيء، وشاهدوا كل الكائنات به، فكانت مشاهدتهم لديه ولهم به، فكانوا غائبين حاضرين، وحاضرين غائبين، على انفراد الحق في الغيبة والحضور؛ فشاهدوه ظاهرًا وباطنًا، وباطنًا وظاهرًا، وآخرًا وأولاً، وأولاً وآخرًا ... ".

الأحد، 8 فبراير 2015

الحكم العطائية

( لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين )

الميادين جمع ميدان , بكسر الميم وبفتحها وبه صدّر في
القاموس وهو مجال الخليل , ثم استعير هنا لمحاربة النفوس
ومجاهدتها , فهي تارة تكر عليه فتظفر به , وتارة يكر عليها
فيظفر بها , وفي هذا المعنى قال شيخ شوخنا المجذوب
رضي الله عنه :

سايس من النفس جهدك ... وصبح ومس عليها
لعلها تدخل بيدك ... فتعود تصطــــــاد بها

قال بعض العارفين : انتهى سير الطالبين إلى الظفر بنفوسهم
فإن ظفروا بها وصلوا , وما ذكرته من السياسة للنفس
والاحتيال عليها هو الصواب , قال في المباحث :

واحتل على النفس قرب حيلة ... انفع في النصر من قبيله

وأما إن حملها من أول مرة ما لا تطيقه فإنها تسقط وتمل 
وربما ترجع بالكلية , قال صلى الله عليه وسلم :
" اكفلوا من العمل ما تطيقونه , فإن الله لا يمل حتى تملوا "
" لا يكن أحدكم كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقي "
والمنبت : هو المنقطع .

وحاصل ما ذكره الشيخ في هذه الحكمة أن الناس
على قسمين : قسم لا سير لهم , إذ لا توجه لهم إلي الله 
فهم واقفون مع ظاهر الشريعة كل ما أباحته الشريعة
أخذوه ثقيلاً كان على النفس أو خفيفاً , بل لا يأخذون
إلا الخفيف لأنهم يقصدون رخص الشريعة وتسهيلها مما
يوافق هواهم , فلم يغيروا من عوائدهم وشهواتهم شيئاً
فعزهم وافر , وجاههم باق , ودنياهم في الزيادة 
وهؤلاء عوام المسلمين .

وقسم شاقت نفوسهم إلى حضرة الملك وغلبهم الشوق
فتوجهوا إلى حضرته , واشتغلوا بمجاهدة نفوسهم
ومحاسبتها , فكل ما يثقل عليها أدخلوها فيه وهي تموت
وكل ما يخف عليها جنبوها منه وهي تبكي , هكذا يدومون
عليها حتى ترتاض وتلين , وحينئذ تطاوعهم فيما يريدون.
فكل من ملك نفسه فقد ملك الوجود بأسره , فلولا 
مجاهدة النفوس ومحاربتها في هذه الميادين ما تحقق
سير السائرين , إذ لا يتحقق السائر من القاعد إلا 
بمخالفة الهوي وخرق العوائد , فمن خرق عوائد نفسه 
حتى استوى عنده العز والذل والفقر والغنى , وغير ذلك
من مكروهات النفوس , فقد تحقق سيره ووصوله 
ومن لم يقدر على تغيير شعرة من نفسه فلا سير له 
ولا وصول 
قال أبو عثمان الحيري : لا يكمل الرجل حتى يستوي قلبه
في أربعة أشياء في المنع والعطاء والعز والذل , يعني أنه
يكون عنده الذل كالعز , والمنع كالعطاء , لا ينقص منها

حب الله

لو أن روحي في يدي ووهبتها 
لمبشري بقدومكم لم أنصف

مالي سوى روحي وباذل روحه
في حب من يهواه ليس بمسرف

فلئن رضيت بها فقد أسعفتني 
يا خيبة المسعى إذا لم تسعف


يا ساقي القوم من شذاه القوم من شذاه 
الكل لمـــــــــا سقيت تاهوا

غابوا وبالســـــــكر فيك طابوا 
وصرحوا بالهوي وفاهــــــــوا


من لم يكن بك فانياً عن حظه
وعن الغنى والأنس بالأحباب

فلأنه بين المنــــازل واقف 
لمنال حظ أو لحســن مآب

يا ساقى القوم من شـذاه


يا ساقى القوم من شـذاه .. الكل لما سقيت تاهواتاهو وبالسر فيك غابوا .. وصرحوا بالهوى وفاهواما شرب الكأس واحتساه .. إلا محب قد اصطفاهيا عاذلى خلنى وشربى .. فلست تدرى الشراب ما هوقم واجتلى صفوة المعانى .. فى سطوة الكأس إذ جلاهواسمع إذا غنت المثانى .. تقول يا هو لبيك يا هو
ما قلت للقلب أين حبى .. إلا وقال الضمير ها هوأحببت مولى إذا تجلى .. اقتبس البدر من سناهولا أسميه غير أنى .. إن غلب الوجد قلت آهقد حارت الناس فى حبيبى .. وجملة الخلق فيه تاهو

الاشارة

الإشارة : الفرقان الذي يلقيه الله في قلوب المتقين من المتوجهين هو نور الواردات الإلهية ، التي ترد على القلوب من حضرة الغيوب ، وهي ثلاثة أقسام : وارد الانتباه : وهو نور يفرق به بين الغفلة واليقظة ، وبين البطالة والنهوض إلى الطاعة ، فيترك غفلته وهواه ، وينهض إلى مولاه ، ووارد الإقبال : وهو نور يفرق به بين الوقوف مع ظلمة الحجاب وبين السير إلى شهود الأحباب ، ووارد الوصال : وهو نور يفرق به بين ظلمة الأكوان ، ونور الشهود ، أو بين ظلمة سحاب الأثر وشهود شمس العرفان .

معرفة الله

 اعلم أن الأمر الذي شرف به الآدمي وفضل غيره هو معرفة خالقه ، واستعمال العقل فيما يقربه إليه ، وسماع الوعظ الذي يزجره عن غيه ، فإذا فقد هذا كان كالبهائم أو أضل.

{ ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب }


  • مخالفة الله ورسوله توجب الطرد والبعاد ، وموافقة الله ورسوله توجب القربة والوداد ، وهذا الموافقة التي توجب للعبد المحبة والوداد تحصل بخمسة أشياء : امتثال أمره ، واجتناب نهيه ، والإكثار من ذكره ، الاستسلام لقهره ، والاقتداء بنبيه صلىلله عليه وسلم والتأدب بآدابه ، والتخلق بأخلاقه ، وبأضداد هذه الأشياء يحصل للعبد المخالفة التي توجب طرده وبُعده ، وهي مخالفة أمره ، وارتكاب نهيه ، والغفلة عن ذكره ، والتسخط عند نزول قهره ، وعدم الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم ؛ بارتكاب البدع المحرمة والمكروهة ، حتى يُفضى به الحال إلى المشاققة والمباعدة ، { ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب } بالله التوفيق .

الإشارة :

 وعد الله المتوجهين إليه بالوصول إلى سر الخصوصية ، وهي الولاية ، لكن بعد المجاهدة والمحاربة للنفوس؛ لأن الحضرة لا يدخلها إلا أهل التهذيب والتدريب ، وترى كثيراً من الناس يتمنون أن تكون لهم من غير حرب ولا قتال ، ويريد الله أن يحق الحق بكشف الحجب عن القلوب ، حتى لا يشاهدوا إلا الحق ، ويُبطل الباطل ، وهو السَّوي ، ولا يكون في العادة إلا بعد موت النفوس وتهذيبها وتطهيرها بالرياضة على شيخ عارف . قال الششتري مترجماً عن لسان الحقيقة :أن تُرِدْ وَصْلَنَا فَمَوْتكَ شَرْطٌ ... لا يَنَالُ الوِصَالَ مَنْ فِيهِ فَضْلَه

منازل السائرين

واعلم أن العامة من علماء هذه الطائفة والمشيرين إلى هذه الطريقة اتفقوا على أن النهايات لا تصح إلا بتصحيح البدايات كما أن الأبنية لا تقوم إلا على الأساس وتصحيح البدايات هو إقامة الأمر على مشاهدة الإخلاص ومتابعة السنة وتعظيم النهي على مشاهدة الخوف ورعاية الحرمة والشفقة على العالم ببذل النصيحة وكف المؤنة ومجانبة كل صاحب يفسد الوقت وكل سبب يفتن القلب على أن الناس في هذا الشأن ثلاثة نفر:رجل يعمل بين الخوف والرجاء شاخصا إلى الحب مع صحبة الحياء فهذا هو الذي يسمى المراد ورجل مختطف من وادي التفرق إالى وادي الجمع وهو الذي يقال له المراد ومن سواهما مدع مفتون مخدوع وجميع هذه المقامات تجمعها رتب ثلاث:الرتبة الأولى أخذ القاصد في السيرالرتبة الثانية دخوله في الغربةالرتبة الثالثة حصوله على المشاهدة الجاذبة إلى عين التوحيد في طريق الفناء 

السبت، 7 فبراير 2015

التوحيد عند الصوفية:

يقول الكاشاني في فصل الت« التوحيد : وهو في النهاية : أحدية الفرق و الجمع، و هو توحيد الحق ذاته بذاته. و صورته في البدايات : شهادة أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له.... وفي الاصول : رؤية القصد والعزم والسير لله، و في الله، و بالله... وفي الأحوال : شهود الحب من الحق بالحق للحق ذوقاً. و في الولايات : الفناء عن رسوم الصفات في الحضرة الواحدية، و شهود الحق بأسمائه وصفاته لا غير. وفي الحقائق : الفناء في الذات مع بقاء رسوم الخفي المستور بنور الحق ».وحيد : « كل طائفةٍ يتكلم عنه : بعضهم بلسان العلم و العبارة، و بعضهم بلسان الذوق والاشارة، و ما قدروه حق قدره، و ما زاد بيانهم غير ستره، إلّا أن أرباب الذوق لمّا كانت إشارتهم عن وجدان وبيانهم عن عيان، لاحت إشارتهم لأسرار المحبين لوائح الكشف المبين، وأذابت عباراتهم قلوب المتعطشين لذة برد اليقين... وللتوحيد مراتب، علم و عين و حق كما لليقين، علمه ما ظهر بالبرهان وعينه ما ثبت بالوجدان وحقه ما اختص بالرحمن. أما التوحيد العلمي، فتصديقي ان كان دليله نقلياً و هو التوحيد العام، وتحقيقه إن كان عقلياً و هو التوحيد الخاص والمصدّق... وأما التوحيد العيني الوجداني، فهو أن يجد ص
احبه بطريق الذوق والمشاهدة عين التوحيد... وأما التوحيد الرحماني : فهو أن يشهد الحق سبحانه على توحيد نفسه بإظهار الوجود، إذ كل موجود يختص بخاصيته، لا يشاركه فيها غيره، وإلّا لما تعيّن ». 

المعرفة



معرفة علم ، وكل عالم بالله عارف ، وكل عارف عالم وعند  هَؤُلاءِ الْقَوْم المعرفة صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه 
وصفاته ثُمَّ صدق اللَّه تَعَالَى فِي معاملاته ثُمَّ تنقى عَن أخلاقه الرديئة وآفاته ثُمَّ طال بالباب وقوفه ودام بالقلب اعتكافه فحظي 
من اللَّه تَعَالَى بجميل إقباله وصدق اللَّه تَعَالَى فِي جَمِيع أحواله وانقطع عَنْهُ هواجس نَفْسه وَلَمْ يصغ بقلبه إِلَى خاطر يدعوه 
إِلَى غيره فَإِذَا صار من الخلق أجنبيا ومن آفات نَفْسه بريا ومن المساكنات والملاحظات نقيا ودام فِي السر مَعَ اللَّه تَعَالَى مناجاته
 وحق فِي كُل لحظة إِلَيْهِ رجوعه وصار محدثا من قبل الحق سبحانه بتعريف أسراره فيما يجريه من تصاريف أقداره 
يسمى عِنْدَ ذَلِكَ عارفا وتسمى حالته معرفة بالجملة فبمقدار أجنبيته عَن نَفْسه تحصل معرفته بربه عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ الواسطي : لا تصح المعرفة وَفِي العبد استغناء بالله وافتقار إِلَيْهِ قَالَ الأستاذ : أراد الواسطي بِهَذَا أَن الافتقار والاستغناء من
 أمارات صحو العبد وبقاء رسومه لأنهما من صفاته ، والعارف محو فِي معروفه فكيف يصح لَهُ ذَلِكَ وَهُوَ لاستهلاكه فِي وجوده
 أَوْ لاستغراقه فِي شهوده إِن لَمْ يبلغ الوجود مختطف عَنإحساسه بكل وصف هُوَ لَهُ ، ولهذا قَالَ الواسطي أَيْضًا : من عرف اللَّه 
تَعَالَى انقطع بَل خرس وانقمع.قال بعضهم: "لا يكون العارف عارفًا حتى لو أعطي ملك سليمان لم يشغله عن الله طرفة عين".