آخر شهر

{"widgetType": "random posts","widgetCount": 8}

الاثنين، 1 فبراير 2016

قال بعض العارفين : الحق تعالى منزَّه عن الأيْنِ والجِهة والكَيْف والمادة والصورة . ومع ذلك لا يخلو منه أيْنٌ ولا مكان ، ولا كم ولا كيف ، ولا جسم ، ولا جوهر ولا عرض ، لأنه لِلُطْفه سَارٍ في كل شيء ، ولنُوريته ظاهر في كل شيء ، ولإطلاقه وإحاطته متكيّف بكل كيف ، غيرُ متقيِّد بذلك ، فمَنْ لم يعرف هذا ولم يُذقْه ولم يشهدْه فهو أعمى البصيرة ، محرومٌ من مشاهدة الحق تعالى . ه .
وهذه الإشارات لا يفهمها إلا أهل الذَّوْق من أهل المعاني ، فاصحب الرجال أهلَ المعاني تِذُقْ أسرارهم ، وتفهم إشاراتهم . وإلا فحسبُك أن تعتقد كمال التنزيه ، وبطلان التشبيه ، وتَمَسَّكْ بقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشّورى : 11 ] ، وسلَّمْ للرجال في كل حال .
إِنْ لم تَر الهلاَلَ فسلِّمْ ... لأُناسٍ رأوْه بالأبْصَار
*القشيري

0 التعليقات:

إرسال تعليق